إختراق الحوسبة الكمية يجعلنا أقرب إلى المحاكاة العالمية

 من خلال مزج التحكم الرقمي مع عمليات المحاكاة التناظرية، ابتكر العلماء جهاز محاكاة كميآ قويآ يتجاوز القيود التقليدية .

يسمح هذا النظام الهجين بمعالجة دقيقة للحالات الكمومية أثناء نمذجة فيزياء الواقع الحقيقي بشكل طبيعي ، مما يتيح تحقيق اختراقات في مجالات مثل المغناطيسية و الموصلات الفائقة و الفيزياء الفلكية .

قام الفيزيائيون العاملون في مختبر جوجل بتطوير نوع جديد من أجهزة المحاكاة الكمومية التناظرية الرقمية ، القادرة على دراسة العمليات الفيزيائية المعقدة بدقة وقدرة على التكيف غير مسبوقة حيث لعب باحثان من مركز PSI للحوسبة العلمية والنظرية والبيانات دورآ حاسمآ في هذا الإنجاز .

خذ بعين الاعتبار عملية صب الحليب البارد في القهوة الساخنة ، فكيف ينتشر ويمتزج ؟؟ حتى أجهزة الكمبيوتر العملاقة الأكثر تقدمآ تكافح من أجل نمذجة هذه العملية بدقة عالية لأن ميكانيكا الكم الأساسية معقدة بشكل لا يصدق . في عام 1982، اقترح الفيزيائي "ريتشارد فاينمان" الحائز على جائزة نوبل بديلا :: بدلا من استخدام أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية، لماذا لا نبني أجهزة كمبيوتر كمومية قادرة على محاكاة العمليات الفيزيائية الكمومية بشكل مباشر ؟؟ ومع التقدم السريع في الحوسبة الكمومية ، أصبحت رؤية فاينمان أقرب من أي وقت مضى إلى أن تصبح حقيقة .

و بالتعاون مع باحثين من Google وجامعات في خمسة بلدان، قام أندرياس لوكلي وأندرياس إلبن، وهما فيزيائيان نظريان في PSI، ببناء و إختبار نوع جديد من أجهزة محاكاة الكم التناظرية الرقمية بنجاح يمثل هذا علامة فارقة لأن جهاز المحاكاة الخاص بهم يحسب العمليات الفيزيائية ليس فقط بدقة غير مسبوقة ؛ كما أن مفهومهم مرن بشكل خاص، مما يعني أنه يمكن تطبيقه على العديد من المشاكل المختلفة - من فيزياء الحالة الصلبة إلى الفيزياء الفلكية . ونشرت النتائج التي توصلوا إليها اليوم في المجلة العلمية الشهيرة نيتشر .